🚚 وظيفة التوصيل في Death Stranding ليست مجرد فكرة خيالية، بل مستوحاة من الثقافة اليابانية العريقة
مقدمة
منذ إصدارها، أثارت Death Grounding جدلاً واسعاً واهتماماً كبيراً بفضل أسلوب لعبها الفريد، الذي يركز على توصيل الطرود في عالم منعزل ومدمر. على الرغم من أن العديد من اللاعبين اعتبروا هذا المفهوم غريباً أو مملاً في البداية، إلا أن المبتكر هيديو كوجيما كشف بشكل مبدئي أن هذه الوظيفة لم تكن عشوائية، بل مستوحاة من جذور فنية راسخة في المجتمع الياباني.
✨ التوصيل في Death Stranding يتجاوز مجرد آليات اللعب
في اللعبة، يتحول اللاعب إلى Sam Porter Islands، وهو عامل توصيل يحاول ربط البلدان الموعودة من خلال توصيل الطرود وربط الناس. قد يبدو هذا مجرد عنصر بسيط في أسلوب اللعب، لكنه يحمل رمزية فنية تتعلق بـ"التواصل"، وهي فكرة محورية في الإنجيل الياباني تُعرف باسم "kizuna" (الروابط أو الصلات البشرية).
أراد كوجيما أن يُرسي تواصلًا أعمق في عالمٍ يسوده العزلة والتشرذم، بل إن أبسط المهام - مثل التوصيل - يُمكن أن تُصبح وسيلةً لإعادة بناء الإنسانية.
🏯 التأثير الياباني العميق على جوهر اللعبة
تعكس اللعبة رؤيةً يابانيةً تقليديةً للعمل المُخلص والمسؤولية التعاونية. في الثقافة اليابانية، تُعتبر مهنة التوصيل أكثر من مجرد وظيفة؛ إنها تعبيرٌ عن الثقة والالتزام.
في المدن اليابانية الكبرى، يتمتع سائقو التوصيل بمكانة مرموقة، ويُنظر إليهم كمساهمين أساسيين في الحياة اليومية. وقد تجلى ذلك بوضوح خلال جائحة كوفيد-19، حيث أصبحت خدمات التوصيل شريان حياةٍ للمجتمع، مما ألهم كوجيما، على ما يبدو، لتجسيد هذه الفكرة في اللعبة بطريقةٍ درامية وفلسفية.
التوصيل كأداة للتواصل السردي والعاطفي
اختار كوجيما مهنة التوصيل محورًا رئيسيًا للعبة، ليس فقط لأنها غير معروفة في عالم الألعاب، بل أيضًا لأنها تتيح قصة بطيئة وفنية، حيث تتطور الروابط تدريجيًا عبر العمليات.
كل طرد توصله يؤثر على العالم والشخصيات من حولك، مما يعكس بشكل مباشر المبدأ الياباني القائل بأن "كل فعل صغير يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا".
هل فهم اللاعبون هذه الرمزية؟
قد تكون بعض ردود الفعل الغربية تجاه اللعبة متسرعة في الحكم على أسلوب اللعب بأنه "ممل"، لكنها تتجاهل العمق الفلسفي والفني الذي ينعكس في تصميم اللعبة. في حين أن اللاعبين الغربيين يبحثون غالبًا عن أحداث سريعة الوتيرة، تقدم Death Stranding تجربة تأملية مشحونة عاطفيًا تطرح أسئلة حول العزلة والتواصل والتعاون.
Death Stranding ليست مجرد لعبة تتعلق بالتواصل؛ إنها رحلة روحية مستوحاة من الثقافة اليابانية في جوهرها. أراد كوجيما أن يذكرنا بأننا، كبشر، نحتاج إلى بعضنا البعض، وأن المهام البسيطة يمكن أن تشكل جزرًا من الفراغ والاتصال.